مرونة إنفاق المستهلكين الأمريكيين في أغسطس

على الرغم من استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد وسوق العمل وارتفاع الرسوم الجمركية، حافظ المستهلكون الأمريكيون على إنفاق ثابت الشهر الماضي. وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية الصادرة يوم الثلاثاء أن إنفاق تجار التجزئة الأمريكيين ارتفع بنسبة 0.6٪ في أغسطس، وهي نفس النسبة المعدلة في يوليو، وتتفوق على توقعات الاقتصاديين البالغة 0.2٪. وعقب صدور البيانات، انخفض سعر الذهب الفوري لفترة وجيزة، مخترقًا مستوى 3690 دولارًا. وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل طفيف بنحو 10 نقاط.

محركات النمو في مبيعات التجزئة

أظهرت البيانات نمو المبيعات في 9 من أصل 13 فئة للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة، مع تسجيل تجار التجزئة عبر الإنترنت ومحلات الملابس والمتاجر الرياضية مكاسب كبيرة، مما قد يعكس الطلب على التسوق في موسم العودة إلى المدارس. كما نمت مبيعات السيارات، ولكن بوتيرة أبطأ نسبيًا.

الإنفاق المستمر في مواجهة الضغوط

يشير التقرير الصادر يوم الثلاثاء إلى أن المستهلكين الأمريكيين يواصلون الإنفاق على الرغم من الضغوط المتعددة، مثل الرسوم الجمركية التي ترفع أسعار بعض السلع، وتراجع ثقة المستهلك، وظهور علامات ضعف في سوق العمل. وعلى الرغم من تباطؤ نمو الأجور، لا يزال نمو الأجور بالنسبة لمعظم العمال أعلى من مستوى التضخم. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد بعض الفئات، وخاصة ذوي الدخل المرتفع، من ارتفاع سوق الأوراق المالية.

دور أصحاب الدخل المرتفع والثروات

كتبت فرانسيس دونالد، كبيرة الاقتصاديين في بنك كندا الملكي: "من منظور طويل الأجل، لا يزال النشاط الاستهلاكي، وخاصة مبيعات التجزئة، يمضي قدمًا بثبات، دون تسارع أو تباطؤ كبير". وأضافت دونالد أن مرونة الإنفاق لدى الأسر ذات الدخل المرتفع تلعب دورًا كبيرًا في دعم النشاط الاستهلاكي بشكل عام. وقد أدى الارتفاع القياسي في سوق الأسهم وارتفاع أسعار المساكن إلى زيادة مستويات ثروات العديد من الأسر، مما يجعل المستهلكين على استعداد للإنفاق حتى مع ظهور علامات ضعف في الاقتصاد بشكل عام.

تأثير التضخم والأسعار

وأشار المحللون أيضًا إلى أن جزءًا من قوة بيانات مبيعات التجزئة قد يكون مدفوعًا بارتفاع أسعار السلع بسبب الرسوم الجمركية، وليس بالضرورة زيادة في حجم المبيعات الفعلي.

توقعات مستقبلية حذرة

قال سام بولارد، كبير الاقتصاديين في بنك ويلز فارجو: "على الرغم من وجود مرونة كامنة في إنفاق المستهلكين، إلا أن النمو الإجمالي يتباطأ. لا تزال الأسر قادرة بشكل عام على الإنفاق حاليًا، لكن المخاوف المتزايدة بشأن سوق العمل تعني أن وتيرة نمو الاستهلاك قد تتراجع خلال الفترة المتبقية من العام".

بيانات متضاربة وتوقعات اقتصادية

أظهر استطلاع نشره بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم الاثنين انخفاض إنفاق الأسر في أغسطس، قبل تعديله وفقًا للتضخم، إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من أربع سنوات ونصف. ومع ذلك، لا يزال المزيد من المستهلكين يختارون شراء المنتجات الإلكترونية والأجهزة والأثاث وشراء العقارات والسيارات، وإجراء إصلاحات للمنازل أو قضاء العطلات. في الأشهر الأخيرة، أوقف أصحاب العمل التوظيف حيث عاد الأمريكيون إلى التشاؤم بشأن التوقعات الاقتصادية. وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك، بدأت الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترامب في رفع بعض الأسعار.