Markets.com Logo

تأثير تعريفات ترامب: المحكمة العليا وتداعياتها على الأعمال والتجارة العالمية

6 min read

المحكمة العليا أمام اختبار تعريفات ترامب: نظرة على المخاطر والتحديات

مع استعداد المحكمة العليا الأمريكية لعقد جلسة استماع بشأن شرعية التعريفات الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، تتزايد حالة الترقب والقلق في أوساط الشركات والهيئات التجارية والمحامين والاقتصاديين. بغض النظر عن الأساس القانوني الذي تستند إليه هذه التعريفات، يبدو أنها ستستمر لفترة طويلة.

خلفية القضية: تجاوز السلطة التنفيذية؟

في الوقت الحالي، تنظر المحكمة العليا، التي تضم أغلبية محافظة، في استئناف من إدارة ترامب بعد أن قضت محاكم أدنى بأن الرئيس الجمهوري تجاوز سلطته بفرض تعريفات شاملة استنادًا إلى قانون اتحادي يتعلق بحالات الطوارئ. إذا قضت المحكمة بأن ترامب لم يكن مخولاً بموجب قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية (IEEPA) لعام 1977 بفرض تعريفات عالمية واسعة النطاق، فإن ذلك سيقوض إحدى الأدوات الرئيسية التي استخدمها لمعاقبة الدول التي أزعجته في قضايا سياسية غير تجارية.

تبريرات ترامب: حماية المصالح الأمريكية

صرح ترامب في أبريل الماضي، عند إعلانه عن تعريفات جمركية واسعة النطاق، بأن "بلادنا تعرضت للنهب والسلب والاعتداء والانتهاك من قبل دول قريبة وبعيدة، سواء كانت صديقة أو عدوة". وأضاف أن "المعاملة بالمثل تعني أننا سنفعل بهم ما يفعلونه بنا". كان ترامب أول رئيس يستند إلى هذا القانون، الذي يُستخدم عادة لفرض عقوبات اقتصادية على الخصوم، لفرض تعريفات جمركية. يمنح القانون الرئيس سلطة واسعة لتنظيم المعاملات الاقتصادية عند إعلان حالة طوارئ وطنية. في هذه الحالة، اعتبر ترامب العجز التجاري الأمريكي البالغ 1.2 تريليون دولار في عام 2024 حالة طوارئ وطنية، على الرغم من أن الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري سنوي منذ عام 1975. كما أشار إلى مشكلة تعاطي جرعات زائدة من مادة الفنتانيل الأفيونية.

بدائل محتملة: أدوات أخرى في جعبة ترامب

أفاد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين بأنه يتوقع أن تؤيد المحكمة العليا التعريفات القائمة على قانون IEEPA. لكنه ذكر في مقابلة أنه إذا ألغت المحكمة العليا هذه التعريفات، فإن الحكومة ستلجأ مباشرة إلى تفويضات تعريفية أخرى، بما في ذلك المادة 122 من قانون التجارة لعام 1974، التي تسمح بفرض تعريفات واسعة النطاق بنسبة 15٪ لمدة 150 يومًا للتخفيف من الاختلالات التجارية. وأشار منوشين إلى أنه يمكن لترامب أيضًا الاستناد إلى المادة 338 من قانون التعريفات الجمركية لعام 1930، الذي يسمح بفرض تعريفات تصل إلى 50٪ على الدول التي تمارس تمييزًا ضد التجارة الأمريكية.

تأثيرات طويلة الأجل: الشركات تستعد للسيناريوهات المحتملة

أكد منوشين على أن "عليكم أن تثقوا بأن هذه التعريفات ستستمر لفترة طويلة"، مضيفًا أنه بالنسبة للدول التي تفاوضت مع ترامب للتوصل إلى اتفاقيات تجارية لخفض التعريفات، "عليكم الالتزام بالاتفاقيات. يجب على الدول التي حصلت على اتفاقيات مواتية أن تلتزم بوعودها". يستخدم ترامب بالفعل تفويضات أخرى لفرض تعريفات محددة. فهو يستند إلى المادة 232 من قانون توسيع التجارة لعام 1962 (التي تتعلق بقضايا الأمن القومي) لفرض تعريفات على الصناعات الاستراتيجية مثل السيارات والنحاس وأشباه الموصلات والأدوية والروبوتات والطيران. كما أنه يفرض تعريفات بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 (التي تتعلق بالتحقيقات في ممارسات تجارية غير عادلة).

وجهة نظر الخبراء: التكيف مع الواقع الجديد

صرح تيم برايت بيل، الرئيس المشارك لقسم قوانين التجارة في مكتب المحاماة ويلي رين في واشنطن، بأن "الإدارة الحالية تعتبر التعريفات حجر الزاوية في السياسة الاقتصادية، ويجب على الشركات والصناعات التخطيط وفقًا لذلك". يزعم مسؤولو إدارة ترامب أن سياسة التعريفات دفعت شركاء تجاريين رئيسيين مثل اليابان والاتحاد الأوروبي إلى التفاوض بشأن تنازلات كبيرة، مما سيساعد في تقليل العجز التجاري الأمريكي. ويؤكدون أن هذه التنازلات لن تتأثر بأي قرار تتخذه المحكمة العليا.

استجابة الشركاء التجاريين: التحوط من المخاطر

لم ينتظر الشركاء التجاريون الأمريكيون قرار المحكمة العليا قبل اتخاذ إجراءات. أعلن مكتب الممثل التجاري الأمريكي عن اتفاقيات تجارية إطارية نهائية مع فيتنام وماليزيا وتايلاند وكمبوديا، مما أدى إلى تثبيت معدلات التعريفات بين 19٪ و 20٪. ووافقت كوريا الجنوبية على شروط خطة استثمارية بقيمة 350 مليار دولار، مما منحها مزايا تعريفية بنسبة 15٪ على سياراتها وسلع أخرى.

التداعيات المالية: الإيرادات والاستثمارات

يشير بعض المستثمرين إلى أن الأسواق المالية اعتادت على الوضع الحالي لتعريفات ترامب، وأن إلغاء التعريفات القائمة على قانون IEEPA قد يتسبب في حدوث اضطرابات في السوق. أحد المخاوف الرئيسية التي تساور الأسواق (وخاصة سوق السندات الحكومية) هو أن إدارة ترامب قد تضطر إلى إعادة أكثر من 100 مليار دولار من عائدات التعريفات وفقدان مليارات الدولارات من الإيرادات المالية سنويًا. في السنة المالية 2025 المنتهية في 30 سبتمبر، زادت صافي إيرادات الجمارك بمقدار 118 مليار دولار، حيث شكلت التعريفات المفروضة بموجب قانون IEEPA الجزء الأكبر منها. ساعدت هذه الإيرادات في تعويض الارتفاع المستمر في الإنفاق على الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والفائدة والإنفاق العسكري، مما أدى إلى تقليص العجز الأمريكي بشكل طفيف إلى 1.715 تريليون دولار.

الاعتماد على إيرادات التعريفات: مخاطر اقتصادية وسياسية

صرح إرني تيديشي، كبير الباحثين في مختبر الميزانية بجامعة ييل، بأن "الاعتماد على إيرادات التعريفات يمثل خطرًا اقتصاديًا وسياسيًا كبيرًا"، مضيفًا أن ذلك سيجعل من الصعب على أي إدارة مستقبلية تخفيض التعريفات. ذكرت أنجيلا لويس، المديرة العالمية للجمارك في شركة Flexport، وهي شركة شحن ووساطة جمركية، أن استعادة الأموال ستكون صعبة أيضًا، لأن عكس التعريفات بهذا الحجم "غير مسبوق" بالنسبة للجمارك وحماية الحدود الأمريكية. وأشارت لويس إلى أن المسؤولية قد تقع على عاتق المستوردين الأفراد، الذين سيحتاجون إلى التقدم بطلب إلى الوكالة للحصول على "تصحيح لاحق"، وهي عملية مرهقة وقد تستغرق سنوات، مما يجعلها غير مجدية بالنسبة لبعض الشركات الصغيرة. بالنسبة للشركات التي تحصل على المبالغ المستردة، سيتحمل دافعو الضرائب الأمريكيون أيضًا تكلفة فائدة سنوية بنسبة 6٪ يتم حسابها يوميًا.

الضغوط التضخمية: تحديات إدارة التكاليف

يكمن التحدي الأكبر في إدارة التكاليف. تشير الدراسات الأكاديمية وتصريحات المديرين التنفيذيين إلى أن المستوردين تحملوا إلى حد كبير تكاليف التعريفات، مما أدى إلى خفض هوامش الربح ولكن حد من ارتفاع أسعار المستهلكين وحماية الحصص السوقية. تشير أكسفورد إيكونوميكس إلى أنه على الرغم من أن ذلك قد كبح التأثيرات التضخمية حتى الآن، إلا أن نقل التكاليف ينتشر بشكل أكبر من خلال أسعار الملابس والسلع الأخرى. وتقدر المؤسسة أن التعريفات رفعت معدل النمو السنوي لمؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 3.0٪ في سبتمبر بمقدار 0.4 نقطة مئوية، مما جعل معدل التضخم أعلى بكثير من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي.

تأثيرات على أرباح الشركات: خسائر بمليارات الدولارات

كان تأثير التعريفات على أرباح الشركات هو الأكبر، حيث كشفت الشركات العالمية عن تكاليف مرتبطة بالتعريفات تزيد عن 35 مليار دولار مع اقتراب موسم أرباح الربع الثالث. أفاد بيل كانادي، الرئيس التنفيذي لشركة OTC Industrial Technologies، وهي شركة أمريكية لتصنيع معدات المصانع تتخذ من ولاية أوهايو مقراً لها وتتولى تصميم وبناء خطوط إنتاج وأنظمة أتمتة المصانع، بأن الشركات التي تشبه شركته ستضطر قريبًا إلى "المراهنة" وتحديد مكان نقل الإنتاج لإنشاء قاعدة تكلفة أكثر استدامة. قد يعني ذلك نقل المنتجات المتطورة إلى الولايات المتحدة، ونقل المكونات منخفضة القيمة إلى المكسيك. واختتم كانادي حديثه بالقول: "أعتقد أن الوضع الطبيعي الجديد سيكون تعريفات بنسبة 15٪"، مشيرًا إلى أن ترامب سيستمر في فرض التعريفات بغض النظر عن الأساس القانوني الذي يستند إليه، وأنه "سيسميها كيفما شاء لضمان عدم الطعن فيها".

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة

أسبوع حاسم للأسهم الأمريكية: أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى تحدد المسار

--
FED press conference.jpg

توقعات بخفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وآفاق الاقتصاد

--
US Debt Ceiling in Focus

توقعات صندوق النقد الدولي: الدين الأمريكي يتجاوز إيطاليا واليونان هذا القرن

--