تراجعت أسعار خام غرب تكساس (WTI) إلى حوالي 70.70 دولارًا للبرميل في بداية جلسة التداول الآسيوية يوم الخميس، متأثرةً بعدة عوامل رئيسية، أبرزها تهدئة المخاوف المتعلقة بإمكانية تعطل إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط وتوقعات ضعيفة بشأن نمو الطلب العالمي على النفط في الفترة المقبلة.
ورغم هذا التراجع، تبقى بعض الأسواق تراقب بحذر التطورات المحتملة في الاقتصاد الصيني، إذ أن أي إجراءات تحفيزية جديدة من الصين قد تساهم في دعم الأسعار في المستقبل القريب.
تأتي هذه الانخفاضات بعد أيام من الارتفاعات التي شهدتها أسعار النفط في وقت سابق، مما يعكس مدى التقلبات التي تسود السوق النفطي في الوقت الراهن، حيث يتأثر بالعديد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تساهم في زيادة تقلباته. مع استمرار التوترات العالمية، يبقى خام غرب تكساس تحت ضغط مع تزايد المخاوف من أن تكون الفترة المقبلة حافلة بالمزيد من التقلبات الحادة في الأسعار.
في وقت سابق من الأسبوع، شهدت أسواق النفط حالة من القلق إثر التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والتي أثارت مخاوف من حدوث اشتباكات قد تعطل إمدادات النفط من المنطقة. ولكن، جاء التصريح الرسمي من إسرائيل الذي أكد عدم استهداف المنشآت النفطية الإيرانية في حال شن هجوم انتقامي، ليكون بمثابة عامل مهدئ للأسواق.
المصادر في الإدارة الأمريكية أفادت بأن إسرائيل قد تعهدت بعدم استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، وذلك بناءً على طلب من واشنطن، في محاولة لتجنب تصعيد التوترات بشكل أكبر، والذي كان من الممكن أن يؤثر سلبًا على إمدادات النفط العالمية.
كما أن هذا التصريح يهدف إلى منع أي تأثيرات سلبية محتملة على أسواق النفط، ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حادة في الأسعار. على الرغم من تهدئة المخاوف في الوقت الراهن، إلا أن المتداولين في الأسواق يواصلون مراقبة أي تطورات جديدة في الشرق الأوسط، حيث أن أي تصعيد مفاجئ قد يرفع الأسعار مجددًا.
بينما كانت الأسواق تتوقع انخفاضًا طفيفًا في مخزونات النفط الأمريكية، جاءت البيانات الصادرة عن معهد البترول الأمريكي (API) لتظهر زيادة غير متوقعة في المخزونات الأسبوع الماضي. فقد أظهرت التقارير أن المخزونات الأمريكية ارتفعت بمقدار 1.58 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر، بينما كان السوق يتوقع زيادة مقدارها 2.3 مليون برميل.
هذا الارتفاع المفاجئ في المخزونات جاء في وقت حساس، حيث تؤثر زيادة العرض في الأسواق الأمريكية بشكل كبير على أسعار النفط. بينما كانت الأسواق تتوقع استمرار تراجع المخزونات، ما يساهم في تعزيز الأسعار، أظهرت البيانات الأخيرة أن الإنتاج الأمريكي لا يزال قويًا، مما يزيد من الضغوط على الأسعار.
هذه الزيادة في المخزونات تأتي في وقت تتباطأ فيه مستويات الطلب على النفط في العديد من الأسواق الكبرى، ما يزيد من الضغط السلبي على أسعار خام غرب تكساس.
علاوة على ذلك، خفضت وكالة الطاقة الدولية (IEA) ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من توقعاتهما لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024. وفقًا للتوقعات الجديدة، يتوقع أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، ليصل إلى 104.3 مليون برميل يوميًا في العام المقبل، وهو ما يقل بحوالي 300,000 برميل يوميًا عن التوقعات السابقة.
هذا التخفيض في توقعات الطلب يعكس المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما قد يؤثر سلبًا على استهلاك النفط في العديد من الدول الكبرى، مثل الصين والولايات المتحدة. في الوقت نفسه، لم تتمكن إجراءات التحفيز التي تبنتها الحكومة الصينية من تعزيز الطلب على النفط بشكل كبير، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية.
من جهة أخرى، يتابع المتداولون في السوق عن كثب تطورات الاقتصاد الصيني، حيث أن الصين، باعتبارها أكبر مستهلك للنفط في العالم، تلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات أسعار النفط العالمية. مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أصبح المستثمرون يترقبون أي تدابير تحفيزية إضافية قد تُعلن عنها الحكومة الصينية لدعم الاقتصاد.
من المتوقع أن يعقد المسؤولون الصينيون مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا في الساعة الثانية صباحًا بتوقيت غرينتش يوم الخميس، حيث يُتوقع أن يتم الإعلان عن إجراءات جديدة لدعم الاقتصاد، والتي قد تتضمن إجراءات لتعزيز الطلب على النفط. وإذا تم تنفيذ هذه الخطط بشكل فعّال، فقد تشهد أسعار النفط دعمًا على المدى القريب،
مما يساهم في استقرار السوق. كما أشار تاماس فارغا، المحلل في شركة "تي بي آي كاب"، إلى أن "التوقعات بشأن الاقتصاد الصيني والهدوء النسبي في الشرق الأوسط، مع المراجعات السلبية لتوقعات نمو الطلب على النفط، هي عوامل تساهم في انخفاض الأسعار في الوقت الراهن".
من الواضح أن أسواق النفط تظل تحت ضغط متزايد بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتوقعات الاقتصادية العالمية التي تشير إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط. في ظل هذه الظروف، يبقى سعر خام غرب تكساس تحت الضغط، حيث يتوقع البعض أن تستمر التقلبات في الأسعار في الفترة المقبلة.
يتطلع المتداولون إلى الفترة المقبلة لتحديد ما إذا كانت الصين ستقدم المزيد من الدعم الاقتصادي من خلال خطط تحفيز جديدة، وهو ما قد يسهم في رفع الطلب على النفط، وبالتالي دعم الأسعار. في الوقت نفسه، تبقى الأسواق متوترة بشأن أي تطورات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن أي تصعيد مفاجئ قد يساهم في رفع الأسعار بشكل كبير.
تواجه أسواق النفط تحديات متزايدة مع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تساهم في تقلبات الأسعار. رغم أن بعض العوامل، مثل تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط أو أي تحفيز اقتصادي من الصين، قد تقدم بعض الدعم للأسعار، فإن التوقعات على المدى البعيد تظل محاطة بمستوى عالٍ من عدم اليقين.
إجمالًا، يظل الاتجاه العام لأسعار النفط في المدى القصير مرهونًا بعدد من العوامل المعقدة، من بينها التوترات الجيوسياسية، والتغيرات في العرض والطلب، والمخاوف من تأثيرات النمو الاقتصادي العالمي. من المرجح أن تستمر هذه العوامل في التأثير على الأسعار في الأشهر المقبلة، مما يجعل الأسواق تتسم بمزيد من التقلبات.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
أثارت تعريفات ترامب الجمركية على البرازيل، مدفوعة بقضية بولسونارو، مخاوف اقتصادية وفتحت الباب للتحديات القانونية، رغم بعض الإعفاءات.
أعلنت الولايات المتحدة عن تعليق الإعفاء الضريبي على البضائع منخفضة القيمة، مما قد يؤثر على التجارة الإلكترونية وشركات الشحن. إليك نظرة مفصلة على القرار وتداعياته المحتملة.
يفرض الرئيس ترامب رسوماً جمركية جديدة على الهند بسبب التجارة مع روسيا وسياسات تجارية غير عادلة. ويهدد هذا الإجراء بتصعيد التوترات التجارية وتأثيرات اقتصادية عالمية.
set cookie
