سجلت عملة بيتكوين تراجعًا ملحوظًا في قيمتها، حيث انخفضت إلى ما دون مستوى 87 ألف دولار يوم الجمعة، وذلك بعد تصعيد المخاوف من عدم وجود دافع كافٍ لاستمرار ارتفاعها. هذا التراجع جاء بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، والتي أشار فيها إلى أنه لا توجد حاجة ملحة لتخفيض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، ما أثر سلبًا على معنويات السوق وأدى إلى تقليص المضاربة على العملة الرقمية.
تعتبر التصريحات التي أدلى بها باول حول عدم الحاجة لتخفيض أسعار الفائدة من أهم العوامل التي أثرت على حركة سعر بيتكوين في الآونة الأخيرة. حيث تركت تلك التصريحات أثرًا كبيرًا على الأسواق، وهو ما دفع سعر بيتكوين للانخفاض بنحو 6,500 دولار مقارنةً بأعلى مستوى سجلته يوم الأربعاء الماضي. ويعكس هذا التراجع حالة من القلق التي تسود أسواق العملات الرقمية، حيث يعتبر المستثمرون أن ارتفاع سعر بيتكوين قد لا يكون مستدامًا في ظل عدم وضوح السياسات الاقتصادية المستقبلية.
من جانب آخر، شهدت أسواق المشتقات والعقود الآجلة أيضًا تراجعًا في النشاط التجاري على عملة بيتكوين. حيث أكدت تقارير من شركة "كي 33 ريسرش" أن الفرق بين سعر بيتكوين الفوري والعقود الآجلة قد انخفض بشكل ملحوظ. وكان المستثمرون المؤسسيون في الولايات المتحدة قد لجأوا في الفترة الأخيرة إلى العقود الآجلة لبيتكوين للمضاربة على ارتفاع سعر العملة الرقمية، ولكن مع تزايد حالة التردد في الأسواق، تم تقليص هذه المراكز.
كما أشارت بيانات من شركة "أمبر داتا" إلى زيادة ملحوظة في الفائدة المفتوحة على الخيارات الهبوطية لبيتكوين، مع عقود إضراب عند مستوى 80,000 دولار. ويُعتبر هذا إشارة إلى أن بعض المستثمرين بدأوا في تعديل استراتيجياتهم، مفضلين التحوط ضد مزيد من التراجع في سعر بيتكوين في المستقبل القريب.
على الرغم من تراجع سعر بيتكوين الحالي، إلا أنه من الملاحظ أن العملة الرقمية شهدت ارتفاعًا كبيرًا منذ الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، حيث سجلت زيادة بنسبة 30%. وقد عُزِيَ هذا الارتفاع إلى التوقعات المتزايدة بشأن السياسات المؤيدة للعملات الرقمية التي قد يتبناها الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، والتي جعلت بيتكوين تُعتبر من الأصول التي ستستفيد من تلك السياسات في حال تنفيذها.
يعتبر العديد من المتداولين والمستثمرين أن البيتكوين قد تصبح جزءًا من مجموعة صفقات تتماشى مع سياسات ترامب الاقتصادية. وهو ما دفع العديد من المضاربين إلى التفكير في المدى الذي قد يستمر فيه صعود البيتكوين في ظل تلك التوقعات.
وفيما يتعلق بتوقعات السعر المستقبلية، أشار جيمس ديفيز، الرئيس التنفيذي لمنصة "كريبتو فالي" لتداول العقود الآجلة، إلى أن أسواق بيتكوين قد تشهد المزيد من التقلبات في الفترة القادمة. وقال ديفيز: "إن هذه المرحلة تعتبر تجارة مضاربية بحتة في الوقت الحالي"، مضيفًا أن السوق قد يظل في حالة من الترقب حتى تظهر إعلانات سياسة جديدة من جانب الحكومة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة وتوجهات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومن الملاحظ أن سعر بيتكوين قد يواجه تحديات عند مستويات مقاومة رئيسية، مثل 90 ألف دولار. حيث سيكون من المهم مراقبة هذه النقطة لمعرفة ما إذا كان السعر سيستطيع تجاوزها أم لا. كما أشارت بيانات من منصة "ديريبِت" إلى أن هناك تركيزًا كبيرًا على رهانات صعودية عند مستوى 100 ألف دولار، ما يعكس تفاؤلًا بين بعض المستثمرين بشأن المستقبل الطويل الأجل للعملة الرقمية.
في الوقت نفسه، شهدت العملات الرقمية الأخرى مثل إيثريوم ودوجكوين حالة من التباين في التداولات، حيث لم تتمكن من تحقيق ارتفاعات ملحوظة كما حدث مع بيتكوين في الأشهر الماضية. وقد ارتبط هذا التراجع بشهية المخاطرة التي بدأت تتقلص في الأسواق العالمية، وهو ما انعكس على أداء هذه العملات الرقمية.
وتزامن هذا التراجع مع انخفاض طفيف في أسعار النفط، وهو ما أثر بدوره على معنويات الأسواق بشكل عام. ومع استمرار هذه التقلبات، يبقى المتداولون في حالة ترقب لما ستسفر عنه الأسواق في الفترة القادمة.
في ظل تراجع سعر بيتكوين إلى ما دون 87 ألف دولار، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا التراجع مؤقتًا أم أنه بداية لتعديل طويل الأمد في أسعار العملات الرقمية. ومع تطور الأحداث السياسية في الولايات المتحدة والتقلبات الاقتصادية العالمية، يبقى التحدي الأكبر بالنسبة لبيتكوين هو تحديد ما إذا كانت ستستمر في الاحتفاظ بمكانتها كأحد الأصول الرقمية الرئيسية، أو إذا كان سيكون هناك تعديل في اتجاه السوق.
يبدو أن المستقبل القريب سيشهد مزيدًا من التقلبات في سعر بيتكوين، ويعتمد ذلك بشكل كبير على تطورات السياسة الاقتصادية الأمريكية، وكذلك على المستجدات المتعلقة بمواقف مختلف الحكومات تجاه العملات الرقمية.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
بقيت بيانات "جولتس" للوظائف الشاغرة الأمريكية ثابتة في شهر مايو عند 7.769 مليون، بينما من المتوقع أن يتراجع رقم شهر يونيو (المقرر نشره بالساعة الـ14:00 بتوقيت غرينيتش من يوم 29 يوليو)
بعد قرار البنك المركزي الأوروبي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، قامت كل من غولدمان ساكس وجي بي مورغان بمراجعة توقعاتهما لخفض أسعار الفائدة في المستقبل، مع الأخذ في الاعتبار مرونة الاقتصاد والتطورات المحتملة في العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وسط الارتفاعات القياسية في سوق الأسهم الأمريكية، تحذر شركات مثل غولدمان ساكس وسيتادل من مخاطر محتملة وتوصي بالتحوط باستخدام أدوات مالية رخيصة لحماية الاستثمارات من الخسائر.
set cookie