شهد سعر البيتكوين مقابل الدولار تراجعًا بعد أن اقتربت العملة الرقمية من حاجز الـ 100 ألف دولار، حيث لم يتمكن البيتكوين من الحفاظ على زخم صعوده الذي كان لافتًا في الأسابيع الأخيرة.
هذا التراجع جاء في وقت حساس، حيث باتت أسواق العملات المشفرة على موعد مع قرارات اقتصادية مهمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسعار المستقبلية للبيتكوين.
في الأيام الماضية، اقترب سعر البيتكوين مقابل الدولار من مستويات قياسية، حيث بلغ 95,776 دولارًا أمريكيًا يوم الأحد، بعد أن ارتفع بشكل ملحوظ في الأسبوع الذي قبله.
هذا الارتفاع جعل العملة الرقمية على بُعد خطوات قليلة من حاجز الـ 100 ألف دولار، وهو المستوى الذي يعده الكثيرون علامة فارقة في تاريخ البيتكوين. ولكن مع تلاشي الزخم التصاعدي، بدأ المتداولون في السوق يشعرون بأن الأسعار وصلت إلى مستويات متقدمة جدًا.
في تحليل للوضع الحالي، قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة "ميلر تاباك + كو"، إن المستثمرين في أسواق العملات الرقمية بدأوا يشعرون بالقلق من احتمالية أن يكون سعر البيتكوين مقابل الدولار قد وصل إلى حدوده القصوى، على الأقل في الوقت الراهن.
وأضاف أن البيتكوين قد تحتاج إلى "أخذ قسط من الراحة" بعد أن اختبرت هذا المستوى المرتفع بشكل أساسي. وأوضح أن السوق قد يكون قد شهد "مبالغة" في التوقعات بشأن الاتجاه الصعودي للعملة الرقمية، مما قد يؤدي إلى تقلبات قصيرة الأمد.
وعلى الرغم من هذا التراجع المؤقت، فإن سعر البيتكوين مقابل الدولار لا يزال مرتفعًا بشكل ملحوظ مقارنة بالفترات السابقة، حيث سجل زيادة تفوق الـ 100% خلال العام الحالي. ولهذا السبب، يظل بعض المحللين متفائلين بشأن مستقبل البيتكوين رغم هذه التقلبات القصيرة.
يعتبر دعم الرئيس المنتخب الأمريكي، دونالد ترامب، للعملات المشفرة أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في دفع سعر البيتكوين مقابل الدولار إلى مستويات مرتفعة. ففي إطار التوقعات المتعلقة بالسياسات الاقتصادية المستقبلية، يرى العديد من المتداولين أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون مواتية للعملات الرقمية، وستسهم في تعزيز دورها في النظام المالي العالمي.
منذ فوز ترامب في الانتخابات في 5 نوفمبر، شهد سوق العملات المشفرة ازدهارًا ملحوظًا، حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للأصول الرقمية بما يزيد عن تريليون دولار. وهذا النمو الكبير يعكس التفاؤل السائد في الأسواق بشأن السياسات المتوقعة، مثل القواعد التنظيمية الأكثر مرونة التي وعد بها ترامب.
وقد تعهد الرئيس المنتخب بإنشاء مخزون وطني من البيتكوين، بالإضافة إلى تبني سياسات أكثر دعمًا للعملات الرقمية. لكن الجدول الزمني لتنفيذ هذه الوعود لا يزال غير واضح، ويُتوقع أن يكون عام 2025 عامًا حاسمًا في تحقيق بعض هذه الوعود.
مع اقتراب سعر البيتكوين مقابل الدولار من مستوى 100 ألف دولار، لا يزال المتداولون في السوق يشككون في استمرارية الاتجاه الصعودي، خاصة في ضوء حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات الاقتصادية الأمريكية.
ففي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع القرارات المقبلة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يبقى تأثير هذه القرارات على سعر البيتكوين مقابل الدولار غير واضح بشكل كامل.
إنَّ السياسة النقدية المستقبلية في الولايات المتحدة قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه سعر البيتكوين مقابل الدولار في الأشهر المقبلة. مع ارتفاع أسعار الفائدة في بعض الفترات، يتجه المستثمرون إلى تقليل استثماراتهم في الأصول التي لا توفر عوائد ثابتة، مثل البيتكوين. لكن في حال قررت الحكومة الأمريكية تعديل سياستها النقدية وتقديم حوافز اقتصادية، فإن هذا قد يساعد في دفع أسعار العملات المشفرة نحو مزيد من الارتفاع.
على الرغم من التراجعات المؤقتة في سعر البيتكوين مقابل الدولار، تشير بعض التوقعات إلى أنه قد يتم توحيد الأسعار حول مستوى 100 ألف دولار في الأجل القصير. وفي هذا السياق، أكد ديفيد لاوانت، رئيس الأبحاث في شركة "فالكون إكس"، أن هناك ميلًا متزايدًا للبيع مع الاقتراب من مستوى الـ 100 ألف دولار، ما قد يشير إلى مرحلة توحيد الأسعار في الوقت الراهن.
ومع ذلك، يظل بعض المحللين متفائلين بشأن اختراق هذا المستوى الرمزي في المستقبل القريب. حيث تشير بعض الدراسات إلى أن سعر البيتكوين مقابل الدولار قد يستمر في الارتفاع إذا ما استمرت التوقعات الإيجابية بشأن العملات الرقمية، لا سيما إذا تزايدت الاستثمارات المؤسسية في السوق.
رغم التفاؤل السائد في الأسواق، هناك دائمًا تحديات تواجه العملات المشفرة مثل البيتكوين. فبعض المتشككين في سوق البيتكوين يعتبرون أن الأصول الرقمية تفتقر إلى القيمة الجوهرية التي تدعم ارتفاعاتها المستمرة. وهذا يثير العديد من التساؤلات حول مدى استدامة هذا الاتجاه الصعودي على المدى الطويل.
ومع ذلك، تظل البيتكوين في مقدمة العملات الرقمية، حيث يستمر سعر البيتكوين مقابل الدولار في كسر الأرقام القياسية في بعض الأحيان، وهو ما يعكس مستوى الطلب المرتفع عليها.
مع استمرار تطور السياسات الاقتصادية العالمية، تزداد فرص العملات المشفرة في الحصول على دعم أكبر من الحكومات والهيئات التنظيمية، مما قد يعزز استقرار سعر البيتكوين مقابل الدولار على المدى الطويل.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
اختتمت قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين، لكن عدم الكشف عن تفاصيل الاتفاقيات أثار قلق أوروبا. ما هي الدلالات المحتملة لهذه القمة؟
شهدت الأسواق هذا الأسبوع تحركات مدفوعة ببيانات التضخم وتوقعات أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية. ارتفع مؤشر الدولار في البداية ثم انخفض، بينما سجل الذهب تراجعاً. شهدت أسواق الأسهم مكاسب قوية، ووصلت أسعار البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة. كما تميز الأسبوع بأحداث سياسية واقتصادية هامة.
وسط توقعات متزايدة بخفض سعر الفائدة في سبتمبر، يواجه رئيس الفيدرالي باول تحديًا في إدارة توقعات السوق وتقييم البيانات الاقتصادية المتضاربة. هل سيقاوم الضغوط أم يستسلم لخفض الفائدة؟
set cookie
