بعد إعلان تسلا عن حدث الروبوتاكسي المرتقب، لم يكن رد فعل المستثمرين كما كان متوقعًا. رغم الحملة الدعائية الكبيرة التي صاحبت الحدث، إلا أن الأسهم شهدت انخفاضًا كبيرًا بعد العرض.
وكان السهم قد شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأشهر الماضية، حيث كان المستثمرون يترقبون الحدث الكبير الذي كان من المتوقع أن يعزز من أداء تسلا في سوق السيارات الكهربائية (EV) الذي بدأ يشهد بعض التباطؤ في نمو المبيعات.
اليوم، يجد المستثمرون أنفسهم أمام قرار هام: هل حان الوقت للاستثمار في تسلا، أم أن الأفضل الانسحاب؟
بعد أن قامت تسلا بتأجيل الحدث الذي كان من المقرر إقامته في أغسطس، قدمت الشركة للمشاهدين رؤية أولى عن تصميم الروبوتاكسي الجديد.
كانت السيارة التي عرضتها تسلا عبارة عن سيارة كهربائية صغيرة بمقعدين، لا تحتوي على عجلة قيادة أو دواسات، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيفية استخدام هذه السيارة في رحلات جماعية أو عائلية.
ففي حين أن السيارة صغيرة ومثالية للاستخدام الفردي، فإنها لا تلبي احتياجات العائلات أو الأصدقاء الذين قد يحتاجون إلى سيارة كبيرة.
لكن الشركة لم تقتصر على عرض السيارة ذات المقعدين فقط، بل قدمت أيضًا روبوفان يمكنه نقل 20 راكبًا، مخصص لنقل الفرق الرياضية. ورغم ذلك، يبدو أن التساؤلات حول جدوى السيارة الصغيرة لا تزال تهيمن على المناقشات.
إعلان تسلا أن سعر الروبوتاكسي سيكون أقل من 30,000 دولار أثار أيضًا العديد من الأسئلة، خصوصًا أن سوق السيارات الصغيرة بمقعدين محدود إلى حد ما، وغالبًا ما يرتبط بالموديلات الرياضية التي يفضل أصحابها الأداء الحركي والتجربة الفردية، وهو ما يحد من جمهورها المحتمل.
وبينما تتطلع تسلا لبدء إنتاج السيارات بحلول عام 2027، لم تقدم الشركة أي تفاصيل حول تقنيات الأمان، مدى القيادة، أو التكنولوجيا المستخدمة في الروبوتاكسي، وهو ما يثير تساؤلات إضافية حول مدى استعداد الشركة لإدخال هذا النوع من السيارات إلى السوق.
أشار إيلون ماسك إلى أن الشركة تخطط لاختبار القيادة الذاتية بالكامل في كاليفورنيا وتكساس خلال العام المقبل. لكن، لم تكشف تسلا عن أي تفاصيل دقيقة حول التقنيات الجديدة التي سيتم استخدامها لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يزيد من الغموض حول مدى قدرة الشركة على الوفاء بوعودها.
تجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا القيادة الذاتية الحالية التي تقدمها تسلا لم تخلُ من المشاكل، حيث ربطت العديد من التقارير الحوادث المرورية بالتكنولوجيا الحالية، مما يطرح تساؤلات حول قدرتها على ضمان الأمان في حالة الاعتماد الكامل على القيادة الذاتية.
وفي تقرير نشرته رويترز قبل الحدث، تم الإشارة إلى أن تسلا تعتمد على نظام الذكاء الاصطناعي الأسود (Black Box AI) في سياراتها، وهو ما يثير مخاوف بشأن قدرة النظام على التعامل مع الحوادث غير المعتادة.
عدم استخدام الشركة لتقنيات مثل الرادار والليدار يجعلها تواجه صعوبة في مواجهة سيناريوهات القيادة الأكثر تعقيدًا، ولا يمكن للنظام تحديد الأخطاء في الحوادث بشكل فعال.
ووفقًا لتقرير TechCrunch، فإن تسلا لم تفِ بوعودها السابقة حول التكنولوجيا الذاتية. في عام 2015،
ذكر ماسك أن تسلا ستصل إلى القيادة الذاتية بالكامل خلال عامين، وفي 2019 صرح أنه سيتم تشغيل مليون سيارة روبوتاكسي بحلول عام 2020. لكنها لم تحقق أي من هذه الأهداف حتى الآن.
على الرغم من أن تسلا عرضت روبوتاكسي جديد، فإن الحدث لم يوفر تفاصيل كافية حول التكنولوجيا المستخدمة أو الجدول الزمني لإنتاج السيارات. وهذا يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت تسلا ستتمكن من الوفاء بتوقعاتها بحلول عام 2027.
وفي الوقت الذي تسعى فيه تسلا لتحقيق هذا الهدف، يظل المنافسون مثل Waymo، التابعة لشركة Alphabet، في صدارة السباق، حيث يقدمون بالفعل خدمات الركوب المدفوع في مدن مثل سان فرانسيسكو وفينيكس، وتخطط الشركة لتوسيع خدماتها قريبًا إلى مدينة أوستن.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه تسلا صعوبات أكبر في سوق السيارات الكهربائية بشكل عام، حيث بدأت المبيعات تشهد تباطؤًا عامًا. خلال الربع الأخير، انخفضت مبيعات تسلا بنسبة 5%، فيما تراجعت الإيرادات بنحو 7%، حيث جاء عدد السيارات المسلمة في الربع الثالث (462,890 وحدة) أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 469,828 وحدة.
وتتداول تسلا حاليًا بمضاعف ربحية يصل إلى 68 ضعفًا بناءً على التوقعات للعام المقبل، مما يجعلها تبدو مبالغًا في تقييمها مقارنة بالشركات التقليدية في صناعة السيارات، التي تتداول بمضاعفات ربحية تقل عن 6 مرات. وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان السهم يستحق الاستثمار في هذه المرحلة.
بغض النظر عن الطموحات المستقبلية لتسلا، يبدو أن مستقبل الشركة يعتمد بشكل كبير على نجاح الروبوتاكسي وروبوتات تسلا التي يروج لها ماسك، حيث يعتبرها أكبر فرصة مستقبلية للشركة.
يقدر أن سعر الروبوتات سيكون بين 20,000 و30,000 دولار، وهي أسعار تبدو جذابة مقارنة ببعض التقنيات الأخرى.
ومع ذلك، لم يقدم الحدث أي إجابة واضحة حول مدى قرب تسلا من تحقيق أهدافها المتعلقة بالروبوتاكسي والروبوتات. إذا نظرنا إلى تقييم الشركة الحالي، وأدائها المالي المتذبذب، والأسئلة حول تقنية القيادة الذاتية، فإن قرار البيع قد يكون الأنسب في هذه المرحلة.
قبل اتخاذ أي قرار استثماري في تسلا، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن Motley Fool Stock Advisor حددت أفضل 10 أسهم للاستثمار في الوقت الحالي، ولم تكن تسلا من بينها.
الاستثمار في أسهم تسلا في الوقت الحالي قد لا يكون الخيار الأفضل بالنظر إلى التقييم المبالغ فيه والمخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا الذاتية ومشاكل المبيعات.
تسلا تواجه تحديات كبيرة في وقت حساس، حيث لم تقدم حدث الروبوتاكسي أي تفاصيل واضحة حول خطط الشركة المستقبلية. في ظل التقييم المرتفع وأداءها المالي المتباطئ، قد يكون من الأفضل للمستثمرين التخلي عن أسهم تسلا في الوقت الحالي والتركيز على خيارات استثمارية أكثر أمانًا وقوة.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
يثير قرار الرئيس ترامب المفاجئ بإقالة رئيسة مكتب إحصاءات العمل تساؤلات حول نزاهة البيانات الاقتصادية. يسلط هذا المقال الضوء على دوافع هذا القرار وتأثيره المحتمل على ثقة المستثمرين والجمهور في المعلومات الاقتصادية الرسمية.
تواجه الهند صعوبات في التفاوض على اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بسبب المناصب الدبلوماسية الشاغرة والتوترات التجارية القائمة.
تنفذ الولايات المتحدة برنامجًا تجريبيًا لودائع التأشيرة يهدف إلى تقليل تجاوز مدة الإقامة. سيتأثر المسافرون من البلدان ذات المعدلات المرتفعة لتجاوز مدة الإقامة.
set cookie
