نجاة جوجل من تفكيك محتمل: تأثير صعود الذكاء الاصطناعي
تمكنت شركة Alphabet، الشركة الأم لـ Google، من تجنب عقوبة قاسية في قضية مكافحة الاحتكار الأمريكية، حيث لم يتم تفكيك أعمالها الأساسية مثل متصفح Chrome. سمح القرار لجوجل بالاحتفاظ بمتصفح Chrome واتفاقياتها عالية القيمة مع شركة Apple، مع حظر اتفاقيات البحث الحصرية.
شكراً غير متوقعة لمنافس قوي: OpenAI
قد تدين Google بفضل غير متوقع لمنافسها اللدود OpenAI. قضت المحكمة بأن صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي جعل سوق البحث أكثر تنافسية، مما قلل من مبررات وزارة العدل الأمريكية لتفكيك إمبراطورية Google. لو نجحت الدعوى، لكانت منتجات مثل YouTube أو Chrome قد أُجبرت على أن تصبح شركات مستقلة.
دور ChatGPT في قلب الموازين
أشار القاضي أميت ميهتا في حكمه عدة مرات إلى صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، بقيادة ChatGPT من OpenAI، مما أدى إلى منافسة غير مسبوقة في مجال البحث. ورغم أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لم يحل محل بحث Google بالكامل، إلا أن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تصبح "جهات تخريبية" في نهاية المطاف. وأشار إلى أن عشرات الملايين من المستخدمين يستخدمون روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT و Perplexity و Claude للحصول على معلومات كانوا يبحثون عنها في السابق عبر محركات البحث.
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
كشفت OpenAI في أغسطس أن عدد المستخدمين النشطين أسبوعياً على ChatGPT يقترب من 700 مليون، مقارنة بـ 500 مليون في مارس. وفي يوليو، ذكر ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة Google، أن تطبيق Gemini الخاص بجوجل، المنافس لـ ChatGPT، لديه 450 مليون مستخدم نشط شهريًا.
وأشار ميهتا أيضًا إلى أن ChatGPT أثار حمى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تدفق كبير من الأموال إلى الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تهدد منتجاتها بشكل مباشر البحث التقليدي على الإنترنت. وكتب أن هذه الشركات "أكثر قدرة على منافسة Google من أي شركة بحث تقليدية منذ عقود"، وتعمل بسرعة على تعزيز تسويق الاستعلامات والبحث.
مفارقة تاريخية: من أزمة إلى فرصة
لو لم تطلق OpenAI برنامج ChatGPT في عام 2022، لما حدث كل هذا. ومن المفارقات أن إطلاق ChatGPT كان يُنظر إليه في البداية على أنه لحظة أزمة بالنسبة لـ Google، لأنه قبل صعود OpenAI، كانت Google تعتبر المهيمن المطلق في مجال الذكاء الاصطناعي.
منذ ذلك الحين، انخرطت Google في منافسة شرسة مع OpenAI، وسرعان ما أطلقت روبوت الدردشة الخاص بها Bard بعد ChatGPT. ووفقًا لتحقيق أجرته مجلة Business Insider، فقد اعتمدت Google بشكل كبير على ChatGPT لتحسين منتجاتها.
تحديات مستقبلية: تأثير الذكاء الاصطناعي على البحث
لا تزال Google مهددة بطرق الحصول على المعلومات الجديدة التي يقدمها OpenAI. في مايو، ذكرت Apple أن حجم البحث آخذ في الانخفاض حيث يتحول الأشخاص إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى انخفاض كبير في سهم Alphabet، الشركة الأم لـ Google. لكن هذا يتناقض بشكل حاد مع الارتفاع القياسي الذي سجله السهم في التداولات اللاحقة يوم الثلاثاء، وذلك بفضل النتيجة المعتدلة نسبياً في قضية مكافحة الاحتكار.
وفي بيان، قالت Google إن قرار القاضي ميهتا أدرك بشكل صحيح أن ظهور الذكاء الاصطناعي قد غير الصناعة بعمق، مما يمنح الناس المزيد من الطرق للوصول إلى المعلومات. وجاء في البيان: "هذا يؤكد وجهة النظر التي أكدناها منذ رفع القضية في عام 2020: المنافسة شرسة، ويمكن للناس بسهولة اختيار الخدمات التي يريدونها".
قضايا أخرى معلقة
بالإضافة إلى ذلك، لا يتعين على Google تجريد نظام التشغيل Android. في دعوى قضائية أخرى رفعتها وزارة العدل الأمريكية ضد Google، والمقرر أن تبدأ في سبتمبر، حكم القاضي بالفعل بأن Google تحتكر بشكل غير قانوني تكنولوجيا الإعلان عبر الإنترنت، وسيتم تحديد التدابير التصحيحية في ذلك الوقت.
دعويان قضائيتان رفعتهما وزارة العدل الأمريكية ضد Google، هما جزء من حملة واسعة النطاق من قبل الحزبين ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي بدأت خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتعلق بـ Meta Platforms و Amazon و Apple.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.