الجمعة Oct 18 2024 08:31
1 دقيقة
أسواق الفوركس اليوم: يواصل الدولار الأمريكي (USD) التراجع، حيث يصعب عليه الحفاظ على قوته وسط تحسن عام في مشاعر المخاطرة في الأسواق العالمية، في اليوم الأخير من تداولات الأسبوع. وعلى الرغم من أن الدولار قد حقق مكاسب قوية خلال الأيام الماضية، إلا أن البيانات الاقتصادية والمواقف السياسية العالمية الحالية تضعه تحت ضغط متزايد.
في هذا السياق، من المتوقع أن تصدر الولايات المتحدة اليوم بيانات حول تصاريح البناء وبدايات الإسكان لشهر سبتمبر، وهما مؤشِّران مهمان لقياس قوة القطاع العقاري. كما يتوقع المحللون أن تكون هذه البيانات بمثابة انعكاس للأداء العام للاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث من العام.
إلى جانب ذلك، من المقرر أن يتحدث عدد من صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الجلسة الأمريكية المقبلة، ما قد يكون له تأثير على حركة الدولار، حيث أن أي تصريحات قد تعكس تحركات مرتقبة في السياسة النقدية.
تُظهر البيانات الأخيرة أن مؤشر الدولار الأمريكي سجل قمة جديدة على مدى الأشهر الماضية، متجاوزًا حاجز 103.80 يوم الخميس، لكنه عانى من بعض الضغوطات في وقت لاحق من اليوم، ليصل إلى مستوى 103.60 عند كتابة المقال، مسجلًا تراجعًا بنسبة 0.15% على مدار اليوم.
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا يوم الخميس، حيث حقق المعدن الأصفر مكاسب بلغت 0.7% على مدار اليوم. ومع بداية التداولات يوم الجمعة، استمر سعر الذهب في الارتفاع خلال ساعات التداول الآسيوية، ليحقق مستوى قياسي جديد فوق 2,710 دولار أمريكي للأوقية، قبل أن يشهد بعض التراجع الطفيف.
هذا الارتفاع في أسعار الذهب يعكس حالة من الإقبال على شراء المعدن النفيس في ظل الوضع الاقتصادي العالمي المضطرب. في الوقت الذي لا يزال فيه الذهب في صعود، يتوقع البعض أن يستمر هذا الاتجاه نحو الارتفاع في الأيام المقبلة، خاصة في ظل تزايد المخاوف من التضخم والبيئة الاقتصادية غير المستقرة في بعض الدول الكبرى.
تعكس البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين تحسنًا ملحوظًا في أداء الاقتصاد، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 4.6% على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، متفوقًا على التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 4.5%.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت البيانات الخاصة بالإنتاج الصناعي زيادة بنسبة 5.4% في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 3.2%، وهو ما جاء أفضل من التوقعات.
بناءً على هذه النتائج، أبدى الخبراء الاقتصاديون تفاؤلهم بقدرة الصين على تحقيق نمو اقتصادي قوي في الربع الرابع من العام. ووفقًا لمكتب الإحصاء الوطني الصيني، فإن المؤشرات الاقتصادية لشهر سبتمبر أظهرت تحسنًا في النشاط الاقتصادي، وهو ما يعزز الثقة في قدرة الاقتصاد على تحقيق نمو بنسبة 5% في الربع الأخير من عام 2023.
إلى جانب ذلك، ذكر محافظ بنك الشعب الصيني، بان جونغشنغ، في تصريحات حديثة أن البنك المركزي يدرس إمكانية تخفيض نسبة متطلبات الاحتياطي (RRR) بنهاية العام الحالي بناءً على تطورات سوق السيولة. يشير هذا التصريح إلى أن البنك المركزي الصيني قد يتخذ إجراءات تحفيزية إضافية لدعم الاقتصاد.
أعلن البنك المركزي الأوروبي (ECB) يوم الخميس عن خفض معدلات الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس بعد اجتماعه الأخير في أكتوبر، ليصل بذلك إلى مستويات جديدة. وأصبح سعر الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية 3.4%، فيما تم تخفيض الفائدة على مرفق الإقراض الهامشي إلى 3.65%، بينما بلغت الفائدة على مرفق الإيداع 3.25%.
وفي سياق الاجتماع، أكدت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن البيانات الاقتصادية تشير إلى ضعف النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو، مشيرة إلى أن البنك المركزي لا يتوقع ركودًا، ولكنه يظل يتوقع هبوطًا ناعمًا في النمو الاقتصادي.
كما أكدت لاغارد أن البنك سيتبع سياسة تعتمد على البيانات الاقتصادية في كل اجتماع لتحديد مستوياته ومدة التشديد النقدي، مما يعكس حالة من الحذر في التعامل مع الوضع الاقتصادي الصعب.
بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي، تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له منذ أغسطس الماضي عند 1.0811 مقابل الدولار الأمريكي. ومع تجدد ضعف الدولار، بدأ الزوج في التعافي، حيث تداول الزوج عند مستويات 1.0850 صباح الجمعة، مما يعكس تحسنًا طفيفًا في أداء اليورو.
أفادت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر، متفوقة بذلك على التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة 0.3%. هذه القراءة جاءت بعد الزيادة الكبيرة التي سجلتها مبيعات التجزئة في أغسطس، والتي بلغت 1%. وتُعد هذه الزيادة مؤشرًا إيجابيًا على استقرار الاقتصاد البريطاني في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
وبعد أن تكبد الجنيه الإسترليني خسائر كبيرة في منتصف الأسبوع، سجل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) بعض المكاسب الطفيفة يوم الخميس، وواصل تحركاته الإيجابية صباح الجمعة، حيث سجل زيادة بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 1.3050.
أظهرت البيانات من اليابان أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ارتفع بنسبة 2.5% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو ما يمثل تباطؤًا في التضخم مقارنة مع زيادة بنسبة 3% في أغسطس. وبالرغم من هذا التباطؤ، لا تزال البيانات تشير إلى ضغوط تضخمية في الاقتصاد الياباني، ما يعكس الحاجة إلى مراقبة الوضع الاقتصادي بعناية.
فيما يتعلق بتحركات العملات، تراجع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) إلى ما دون مستوى 150.00 بعد أن تخطاه لأول مرة منذ أكثر من عشرة أسابيع يوم الخميس.
وجاء هذا التراجع بعد تدخل شفهي من المسؤولين اليابانيين، حيث أكد نائب وزير المالية الياباني، أتسوشي ميمورا، أنه "يراقب تحركات سوق الصرف بعناية شديدة"، بينما أضاف محافظ بنك اليابان، كازو أوييدا، أن البنك سيظل يقظًا لتأثير تحركات السوق على الاقتصاد والأسعار.
تعكس التحركات الحالية في الأسواق المالية يوم الجمعة 18 أكتوبر العديد من التطورات الهامة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي. على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي في بداية الأسبوع، إلا أن الأسواق المالية تشهد تقلبات كبيرة مع تحسن المزاج السوقي، وسط بيانات اقتصادية مشجعة من الصين وأوروبا، بالإضافة إلى السياسات النقدية المتباينة التي اتخذتها البنوك المركزية.
من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه المتقلب في الأسواق في ظل استمرار التداعيات الاقتصادية العالمية، مما يجعل من المهم مراقبة البيانات القادمة وتأثيراتها على حركة العملات والسلع مثل الذهب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.