الثلاثاء Feb 4 2025 03:19
1 دقيقة
أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعاملات اليوم الاثنين، بتراجع جماعي، في ظل تصاعد المخاوف من احتمالية فرض رسوم جمركية جديدة على بعض أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين. وكان مؤشر ناسداك هو الأكثر تضرراً من هذا التراجع، حيث سجل خسائر كبيرة في ختام الجلسة.
على الرغم من حالة التراجع التي شهدتها الأسواق الأمريكية بشكل عام، قلص مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يعد من أبرز المؤشرات الأمريكية ويضم أكبر 30 شركة صناعية، خسائره إلى نحو 123 نقطة بنسبة 0.3% ليغلق عند مستوى 44,421 نقطة. ويعود ذلك إلى الأداء المستقر نسبياً لبعض الشركات الكبيرة التي تنشط في القطاع الصناعي مثل كوكا كولا و ماكدونالدز.
من ناحية أخرى، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يتتبع أداء أسهم 500 شركة كبيرة في مختلف القطاعات، خسائر بنحو 46 نقطة بنسبة 0.8% ليغلق عند مستوى 5,994 نقطة. يشير هذا التراجع إلى أن العديد من القطاعات مثل القطاع المالي والتكنولوجي شهدت عمليات بيع مكثفة، مما أثر سلباً على المؤشر العام.
أما بالنسبة لـ مؤشر ناسداك، فقد تراجع بشكل ملحوظ بنسبة 1.2%، بخسائر وصلت إلى 235 نقطة، ليغلق عند مستوى 19,391 نقطة. يُعد مؤشر ناسداك هو الأكثر تضرراً نتيجة لارتفاع الانخفاضات في أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى مثل أمازون و آبل و مايكروسوفت، التي سجلت جميعها تراجعاً حاداً بسبب القلق المتزايد من تداعيات الحرب التجارية على هذه الشركات.
تعد الحرب التجارية، التي شهدت تصعيداً غير مسبوق في الأيام الماضية، أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى التراجع في الأسواق الأمريكية. فقد قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا و المكسيك، بالإضافة إلى 10% على السلع الصينية، وذلك اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل.
هذه الرسوم الجمركية تأتي في وقت حساس، حيث بدأت الاقتصاد الأمريكي في إظهار مؤشرات على التباطؤ في النمو نتيجة للتوترات التجارية المستمرة.
في إطار ردود الأفعال الدولية على هذه الخطوات من جانب الولايات المتحدة، قررت كندا و المكسيك فرض رسوم جمركية مقابلة بنسبة 25% على المنتجات الأمريكية. وهو ما يزيد من حدة التوترات بين هذه البلدان، ويزيد من احتمالية حدوث اضطرابات اقتصادية واسعة في المنطقة.
أما الصين، التي كانت أحد أطراف الحرب التجارية الكبرى، فقد أكدت أنها ستطعن في هذه الرسوم أمام منظمة التجارة العالمية، بالإضافة إلى أنها ستتخذ إجراءات مضادة ضد هذه التدابير، دون أن تكشف عن تفاصيل هذه الإجراءات حتى الآن.
لكن يبدو أن ترامب لم يتوقف عند كندا و المكسيك و الصين فقط، بل كشف مؤخراً عن نيته لفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من احتمالات نشوب حرب تجارية جديدة مع أكبر حلفاء الولايات المتحدة التجاريين. وهذا التصعيد يثير القلق بشكل خاص في الأسواق الأوروبية التي تشهد بالفعل بعض التحديات الاقتصادية.
في خطوة لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة و المكسيك، أعلنت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، اليوم أنه تم التوصل إلى اتفاق مع ترامب يقضي بتأجيل فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 25% على المنتجات المكسيكية لمدة شهر، بدلاً من فرضها بدءاً من منتصف الليل كما كان مقرراً سابقاً. هذه الخطوة تمثل تحركاً دبلوماسياً لتخفيف حدة التوترات الاقتصادية بين البلدين.
وقالت شينباوم إن المكسيك ستقوم فوراً بتعزيز الحدود مع الولايات المتحدة بـ10,000 فرد من الحرس الوطني للمساهمة في الحد من الهجرة غير الشرعية، كما ستقوم الولايات المتحدة بالعمل على منع تهريب الأسلحة ذات القدرات العالية إلى المكسيك. هذا الاتفاق يساهم في تلافي تصعيد الأزمة بين البلدين، ويعزز التعاون الأمني والتجاري بين الجانبين.
تسبب القلق بشأن الرسوم الجمركية في تذبذب الأسواق المالية، حيث سجلت عائدات السندات الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً، بما في ذلك سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات التي ارتفعت إلى 4.54% يوم الجمعة الماضي، مقارنة بـ 4.52% في أواخر يوم الخميس. هذه الزيادة في العوائد تشير إلى انعدام اليقين الذي يشعر به المستثمرون في ظل التوترات التجارية المتصاعدة.
تعاملات الطاقة
على صعيد أسواق الطاقة، شهدت عقود خام النفط الأمريكي ارتفاعاً بنسبة 1.37 دولار ليصل إلى 73.90 دولار للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 72 سنتاً ليصل إلى 76.39 دولار للبرميل. هذا الارتفاع يعود جزئياً إلى التفاؤل بشأن التوقعات المستقبلية للطلب على النفط، بالرغم من الأزمات الاقتصادية المحتملة بسبب الحرب التجارية.
في أسواق العملات، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً طفيفاً إلى 155.52 ين ياباني من 155.18 ين، بينما شهد اليورو تراجعاً إلى 1.0243 دولار من 1.0363 دولار. هذه التحركات في أسواق العملات تعكس استمرار القلق بشأن المستقبل الاقتصادي العالمي في ظل الحرب التجارية المستمرة.
بصفة عامة، تُظهر الأسواق الأمريكية تراجعاً في مؤشرات الأسهم نتيجة التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين.
التصعيد في الحرب التجارية مع كندا و المكسيك و الصين، بالإضافة إلى تهديدات ترامب بفرض رسوم على الاتحاد الأوروبي، تزيد من حالة القلق في الأسواق العالمية، مما يهدد بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد العالمي بشكل عام. على الرغم من محاولات التهدئة مع المكسيك، إلا أن الصورة العامة تبقى غير واضحة في ظل هذه الظروف الاقتصادية المضطربة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.