أسواق العملات المشفرة تتعافى بفضل قرار ترامب بتأجيل فرض الرسوم الجمركية

ارتفاع أسعار البيتكوين والعملات المشفرة بعد قرار ترامب بتأجيل الرسوم الجمركية

في تعاملات يوم الثلاثاء، شهدت أسواق العملات المشفرة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية الرئيسية ارتفاعًا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيل فرض الرسوم الجمركية الجديدة على كندا والمكسيك.

أثار هذا القرار ترحيبًا في الأسواق التي كانت تشهد حالة من القلق بسبب التهديدات السابقة التي أطلقها ترامب بشأن فرض تعريفة جمركية ثقيلة على تلك الدول، مما كان يهدد بتصعيد الحرب التجارية.

البيتكوين تتجاوز حاجز 99 ألف دولار للمرة الأولى

بحلول الساعة 01:05 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:05 بتوقيت جرينتش)، شهدت البيتكوين صعودًا بنسبة 5.6% لتصل إلى 99,327.5 دولار، بعد أن قفزت أسعار العملة الرقمية الرئيسية إلى أكثر من 100 ألف دولار مساء الاثنين. وكان هذا الارتفاع نتيجة مباشرة للإعلان عن تأجيل التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا لمدة 30 يومًا. كما أن سوق العملات المشفرة تلقى الدعم بعد أن بدأ المستثمرون بالشراء عند الانخفاض، مما ساعد في استعادة بعض من قيمتها التي فقدتها مؤخرًا.

تأثير قرار ترامب على أسواق العملات المشفرة

في وقت سابق، كانت الأسواق قد شهدت موجة من البيع الواسع النطاق بعد إعلان الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، وضريبة بنسبة 10% على السلع الصينية. هذا القرار دفع المستثمرين إلى سحب الأموال من الأسواق عالية المخاطر مثل العملات المشفرة، مع سعيهم للاحتفاظ بالسيولة النقدية في وجه التوترات التجارية المتزايدة. كانت البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى من بين الأصول الأكثر تضررًا، حيث شهدت انخفاضات حادة بسبب ذلك.

صعود الإيثريوم بنسبة 7.6%

كما شهدت عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، زيادة كبيرة بنسبة 7.6% لتصل إلى 2704.1 دولار، بعد أن تراجعت بنسبة أكثر من 20% يوم الاثنين، لتسجل 2,261.27 دولار. يأتي هذا الارتفاع بعد أن كان المستثمرون قد شهدوا خسائر فادحة مع بداية الأسبوع نتيجة للضغوط الناتجة عن الأخبار الاقتصادية والجيوسياسية، إلا أن قرار ترامب بتأجيل التعريفات الجمركية ساهم في تحفيز المشترين لإعادة الدخول إلى السوق.

تأثير التضخم والجغرافيا السياسية على العملات المشفرة

من المعروف أن العملات المشفرة غالبًا ما تتفاعل مع حالة عدم اليقين الاقتصادي، حيث يسعى المتداولون إلى الاحتفاظ بالسيولة في أوقات الضغوط الاقتصادية. وحيث أن سوق العملات المشفرة يعمل على مدار الساعة طوال الأسبوع، فإنه يوفر فرصة للمستثمرين للتداول في الوقت الذي تكون فيه الأسواق التقليدية مغلقة. هذه الطبيعة المميزة تجعل العملات المشفرة خيارًا جذابًا خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية والتهديدات الجيوسياسية.

تعتبر العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثريوم أكثر قدرة على التفاعل مع الأحداث الاقتصادية الكبرى مثل الحروب التجارية أو الأزمات الاقتصادية العالمية، إذ يتوجه المستثمرون إلى هذه الأصول التي قد توفر ملاذًا آمنًا نسبيًا وسط الأزمات. ومع ذلك، فإن التغيرات في السياسات التجارية قد تثير تقلبات كبيرة في سوق العملات المشفرة، مما يجعلها عرضة لتقلبات قوية.

الأسواق التقليدية تتأثر بالأخبار الاقتصادية

أدى الإعلان الأولي عن فرض تعريفة جمركية جديدة على الواردات الكندية والمكسيكية والصينية إلى موجة بيع عميقة في الأسواق المالية التقليدية. تأثرت أسواق الأسهم بشكل خاص، حيث شهدت تراجعًا في قيمتها، وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي نتيجة للتوترات التجارية.

وفي هذه الأثناء، كانت العملات المشفرة تتأثر أيضًا بموجات بيع مماثلة، حيث تراجعت البيتكوين من مستويات مرتفعة إلى أدنى مستوى لها في الأيام الأخيرة. ولكن مع قرار ترامب بتأجيل فرض التعريفات، بدأت الأسواق في التعافي ببطء.

مستقبل العملات المشفرة في ظل التوترات التجارية

رغم الارتفاعات الأخيرة في الأسعار، يحذر المحللون من أن سوق العملات المشفرة لا يزال يواجه العديد من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية. في حال استمرت الرسوم الجمركية على الصين كما هو مخطط لها أو إذا ظهرت قيود تجارية جديدة، فإن هذه التطورات قد تؤثر بشكل سلبي على سيولة الأسواق وتؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وإذا تزايدت القيود على التجارة العالمية، فإن العملات المشفرة قد تواجه ضغوطًا إضافية.

العملات المشفرة كأداة للتحوط في وجه الأزمات الاقتصادية

من الممكن أن يتم النظر إلى العملات المشفرة كأداة تحوط ضد الأزمات الاقتصادية، حيث يسعى المستثمرون للحفاظ على قيمة أصولهم في ظل ارتفاع معدلات التضخم أو الاضطرابات التجارية. في حالة تصاعد التوترات التجارية على مستوى العالم، يمكن أن تصبح العملات الرقمية بمثابة وسيلة للتنويع وتقليل المخاطر في المحفظة الاستثمارية.

ومع ذلك، يظل الاستثمار في العملات المشفرة محفوفًا بالمخاطر، حيث يمكن أن تتعرض هذه الأصول لتقلبات حادة على المدى القصير. على الرغم من ذلك، يعتبرها بعض المستثمرين خيارًا جذابًا لتحسين التنويع المالي خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.

التوقعات المستقبلية

إذا استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو في حال فرضت مزيد من القيود التجارية على الدول الأخرى، فإن سوق العملات المشفرة قد يواجه تحديات كبيرة. مع ذلك، من الممكن أن تواصل العملات الرقمية، مثل البيتكوين والإيثريوم، الانتعاش إذا أظهر المستثمرون الثقة في قدرتها على التحمل في الأوقات الصعبة.

إن قدرة هذه العملات على العمل بشكل لا مركزي وحماية المستخدمين من بعض المخاطر الاقتصادية تجعلها خيارًا قابلاً للاستمرار على المدى البعيد.

عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.

الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.