استقلالية البنوك المركزية: حجر الزاوية للاستقرار المالي العالمي
أكدت إيزابيل شنابل، عضو اللجنة التنفيذية للبنك المركزي الأوروبي، أن تقويض استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد تكون له نتائج عكسية، حيث قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض بدلاً من خفضها، بالإضافة إلى إحداث اضطرابات في النظام المالي العالمي بأكمله.
تهديدات لاستقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي
تأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط مستمرة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. وقد وصل الأمر إلى مناقشات علنية حول إمكانية إقالة رئيس البنك، جيروم باول، بسبب عدم امتثاله لطلباته. بل إن ترامب حاول إقالة محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، مما أثار تساؤلات حول قدرة البنك المركزي على العمل باستقلالية بعيداً عن التدخلات السياسية.
تأثير تقويض الاستقلالية على أسعار الفائدة والتضخم
ترى شنابل أن أي محاولة لتقويض استقلالية البنوك المركزية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على المدى المتوسط والطويل. وتؤكد أن التاريخ أثبت فوائد استقلالية البنوك المركزية، حيث تقلل من علاوة المخاطر وتسهل شروط التمويل للأسر والشركات والحكومات.
مخاطر فقدان الثقة في الاقتصاد الأمريكي
إن خفض أسعار الفائدة بدوافع سياسية قد يوحي بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد للتسامح مع معدلات تضخم أعلى، مما يقوض ثقة المستثمرين الذين يعتمدون على سياسات البنك لتحقيق الاستقرار. هذا الفقدان للثقة قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض طويلة الأجل، والتي تؤثر بشكل مباشر على الرهون العقارية والقروض التجارية، مما قد يبطل أي جهود يبذلها بنك الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف أعباء التمويل.
تأثير عالمي محتمل
تحذر شنابل من أن الولايات المتحدة قد تصدر تضخماً أعلى إلى العالم، خاصة وأن جائحة كوفيد-19 أظهرت صعوبة مقاومة التطورات التضخمية العالمية. وتضيف أن فقدان الثقة في الدولار الأمريكي قد يهدد مكانته المهيمنة في النظام المالي العالمي، على الرغم من عدم وجود بديل واضح له في الوقت الحالي.
موقف كريستين لاغارد
في وقت سابق، أشارت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إلى أن محاولات ترامب للتدخل في عمل بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تشكل خطراً جسيماً على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وأكدت أن استقلالية السياسة النقدية ضرورية للحفاظ على استقرار الأسعار وضمان أفضل مستويات التوظيف، وأن التدخل في هذه السياسة قد يؤدي إلى اختلالات اقتصادية كبيرة.
خلاصة
تؤكد هذه التصريحات على أهمية استقلالية البنوك المركزية ودورها الحيوي في الحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي. وتشدد على أن التدخلات السياسية في السياسة النقدية قد تكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد المحلي والعالمي.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.