تعد الشركات التي تحقق أعلى الإيرادات في العالم مقياسًا هامًا لنجاحها، وقد شهدنا مؤخراً تحولاً كبيراً في ترتيب الشركات الكبرى عندما تمكنت أمازون من تجاوز وول مارت لتصبح أكبر شركة في العالم من حيث الإيرادات الفصلية.
يعد هذا الإنجاز نقطة فارقة في تاريخ الشركات العالمية، حيث أثبتت أمازون قدرتها على مواكبة التغيرات في سوق التجارة العالمية وتوسيع نطاق عملها ليشمل مجالات متنوعة، وهو ما جعلها تقترب من تجاوز وول مارت في إجمالي الإيرادات السنوية.
أعلنت أمازون مؤخراً عن تحقيق إيرادات فصلية بلغت 187.8 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، وهو ما جعلها تتفوق على شركة وول مارت التي أعلنت عن إيرادات تصل إلى 180.5 مليار دولار لنفس الفترة.
هذا التفوق يمثل علامة فارقة، حيث كانت وول مارت تحتفظ بالصدارة في مجال الإيرادات الفصلية منذ عام 2012، إلا أن نجاح أمازون في تحقيق إيرادات ضخمة يعكس التغيرات التي شهدتها التجارة العالمية على مدار السنوات الأخيرة. يمكننا أن نرى كيف انعكس نمو التجارة الإلكترونية في العالم على نتائج شركة أمازون.
كانت وول مارت تحتل المركز الأول في قائمة الشركات الأكثر تحقيقًا للإيرادات الفصلية، وذلك بفضل قوتها في قطاع التجزئة التقليدية. في ذلك الوقت، استطاعت وول مارت أن تتفوق على شركات النفط العملاقة مثل إكسون موبيل في الإيرادات الفصلية، مما عزز مكانتها كأكبر شركة تجزئة في العالم.
ورغم النمو الكبير لشركة أمازون في السنوات الأخيرة، إلا أن وول مارت كانت تعتبر الرقم الأول في مجال الإيرادات الفصلية بسبب قوتها في بيع المنتجات الغذائية والسلع الاستهلاكية في متاجرها التقليدية حول العالم.
وول مارت لا تزال في المقدمة بينما استطاعت أمازون التفوق على وول مارت في الإيرادات الفصلية، لا تزال وول مارت تحتفظ بالصدارة من حيث الإيرادات السنوية. تشير التوقعات إلى أن وول مارت ستحقق إيرادات تقدر بحوالي 708.7 مليار دولار في السنة المالية المقبلة، مقارنة بحوالي 700.8 مليار دولار لشركة أمازون.
على الرغم من هذا الفارق الطفيف في الإيرادات السنوية، إلا أن وول مارت لا تزال تعتبر الأكبر من حيث الإيرادات السنوية، وذلك بفضل امتلاكها شبكة ضخمة من المتاجر حول العالم التي تجذب ملايين المتسوقين.
تتميز أمازون عن العديد من الشركات الكبرى في أنها لا تعتمد فقط على التجارة التقليدية، بل توسعت لتشمل العديد من المجالات التي أصبحت مصدراً رئيسياً للإيرادات. تظل وحدة البيع بالتجزئة هي المصدر الأساسي للإيرادات، إلا أن الشركة تحقق أرباحًا ضخمة أيضًا من خدمات الحوسبة السحابية عبر Amazon Web Services (AWS)، بالإضافة إلى الإيرادات المتولدة من الإعلانات والخدمات المقدمة للبائعين عبر منصتها.
تساهم هذه المصادر المتنوعة في تعزيز مكانة أمازون كأحد اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد الرقمي، وتساعد على تقليل اعتمادها على مبيعات التجزئة فقط.
لقد أحدثت أمازون ثورة حقيقية في عالم التجارة الإلكترونية منذ بداياتها، وأصبحت تمثل الرائدة في هذا القطاع على مستوى العالم. ومع النمو الهائل في التجارة الإلكترونية، أصبحت أمازون واحدة من الشركات الأكثر تأثيرًا في الاقتصاد الرقمي، حيث تواصل استثمارها في مجالات مثل الحوسبة السحابية، الذكاء الصناعي، والإعلانات الرقمية.
كما أن توسع أمازون في تقديم خدمات التوصيل والتسوق عبر الإنترنت في العديد من الأسواق الدولية ساهم في تعزيز مكانتها العالمية. لقد مهدت أمازون الطريق للعديد من الشركات الأخرى التي تحاول اللحاق بها في مجالات التجارة الرقمية، مما يجعلها قادرة على الحفاظ على مكانتها القوية في المستقبل.
تعد أمازون الآن رمزًا للتحول الرقمي في مجال التجارة، حيث تمكنت من تجاوز الحدود التقليدية للقطاع التجاري. يعكس تفوق أمازون على وول مارت التوجه العالمي نحو الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية، حيث يبحث المستهلكون في جميع أنحاء العالم عن أسهل وأسرع الطرق للتسوق عبر الإنترنت.
كما أن العديد من الشركات الكبرى في القطاعات الأخرى مثل الخدمات المصرفية والتكنولوجيا قد بدأت تتبنى نماذج أعمال تشبه نموذج أمازون، وهو ما يسرع من التحول نحو الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم.
يواجه قطاع التجارة الإلكترونية تحديات كبيرة على المدى الطويل، مثل زيادة التكاليف التشغيلية، المنافسة الشرسة من الشركات الناشئة التي تقدم خدمات مبتكرة، وحلول البيع بالتجزئة المتكاملة. كما أن التغيرات في قوانين الضرائب في العديد من البلدان قد تؤثر على تكلفة مبيعات أمازون في بعض الأسواق.
لقد أثبتت أمازون أنها ليست مجرد شركة تجزئة إلكترونية، بل لاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي الحديث. مع تزايد الاعتماد على التجارة الرقمية والخدمات السحابية، تواصل أمازون فرض هيمنتها في العديد من الصناعات. وبينما تظل وول مارت هي الرائدة في الإيرادات السنوية، فإن التفوق الذي حققته أمازون في الإيرادات الفصلية يعد مؤشرا على الاتجاهات المستقبلية في عالم التجارة والإلكترونيات.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.